من طرف Admin الجمعة يونيو 21 2013, 06:31
قال الله تعالى في سورة الذاريات :
وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51)
سنقف عند قوله تعالى :
{ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ }
الفرار هو الهروب بسرعة ، و مفارقة مفارقة المكان المحفوف بالخطر تجنبا للإصابة بالأذى.
جاء الخطاب الإلهي يحمل { فروا } كي يوقظ في الإنسان من غفلته وينبهه إلى ما يحيط به من مخاطر . إنه يريد أن يقول له إن وراءك ايها الإنسان عقابا وعذابا نتيجة ابتعادك عن الله وجرأتك عيه بالمعاصي, لذا ينبغي عليك أن تفر من ذنوبك و أسبابها, وتحط رحالك في جوار الله تعالى, كي يتحقق لك الأمن في الدارين.
ذكر الله سبحانه الملجأ المتمثل في ساحة قدسه, ولم يذكر في هذه الآية ما ينبغي للإنسان أن يهرب منه كي يلتجىء إلى الله تعالى.
لعل عدم سبب ذكر ما ينبغي أن يهرب منه الإنسان :
- إما للعلم به, والمتمثل في هول العذاب أو الشيطان الذي قال فيه : { إِنَّ الشيطان لَكُمْ عَدُوٌّ فاتخذوه عَدُوّاً } [ فاطر : 6 ].
- أو لأن المهروب منه شيئا عاما , وكأن القرآن يريد أن ينبه الإنسان إلى أن يفر من كل شيء عدا الله سبحانه وتعالى, تلك الأشياء التي تبعده عن الله سبحانه وتعالى , وتتلف أوقات عمره في ما لا فائدة منه.