قشعريرة باردة تلك التي سرت في جسد الرجل سرعان ما انتقلت إلى قلبه الذي كان ينتفض بشدة بين أضلاعه بينما ترتعد فرائصه وترتعش أطرافه وهو يقف انتظارا لتلك اللحظة المهيبة
الآن سيخرج إليه
سينظر إليه ويكلمه
ليت شعري كيف السبيل إلى تحمل ذلك؟
كيف ستطيق عيناه تأمل وجهه المنير وبأى نفسية سيواجه مثل هذا الموقف العظيم
سيقف بعد لحظات بين يدي سيد ولد آدم أجمعين
سيقف بين يدي قائد الأمة وإمام المتقين وقرة عين المؤمنين
سيقف بين يدي حامل لواء الحمد يوم يقوم الناس لرب العالمين
إنه رسول الله وخاتم النبيين
كيف إذا لا يرتعد قلبه ولا تهتز فرائصه لهول اللقاء المهيب وهو الرجل البسيط الذي لم يقف من قبل بين يدي ملك ولا عظيم؟!
حق له ذلك
بل أكثر
"هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة"
نزلت تلك الكلمات كالبرد سلما وأمانا على قلب الرجل المسكين
يا لتواضعك وعذب حديثك وطيب معشرك يا إمام النبيين !
يا لبساطة أسلوبك وعدم تكلفك ولين جنابك وخفض جناحك للمؤمنين!
لست بملك ممن نعرفهم من ملوك الدنيا
لا تأبه بسلطانهم ولا تطمع في صولجانهم ولا ترضى أن تعامل مثلهم وحق لك أن تعامل أفضل مما يعامل ملء الأرض من مثلهم
لكنه الخلق العظيم والتواضع المبين وخفض الجناح للمؤمنين.
هكذا تعلنها بكل تواضع وتتذكر بساطة نشأتك وبغير تكلف تبين بساطة طعام أمك
ولوشئت لسارت معك جبال الذهب والفضة لكنك تعلنها دوما كما أعلنتها لذاك الملك الذي جاءك وإن حُجْزَتَهُ لتستوي بالكعبة يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا أو نبيا ملكا فاخترت ونعم الاختيار؛
بل نبيا عبدا
بل نبيا عبدا
اخترت التواضع يا محمد
اخترت أن تأكل كما يأكل العبد وتجلس كما يجلس العبد وتقول: إنما أنا عبد
اخترت أن تكون في بيتك في مهنة أهلك ترقع ثوبك وتخصف نعلك وتحلب شاتك ولا يقف على بابك حارس ولا حاجب ولا تعيش في ملك ولا صولجان كما يفعل ملوك الدنيا
بل تركب بغلتك وتحج على رحلك الرث وتفترش حصيرا خشنا يؤثر في جنبك
تترك زخرف العيش وبهرجه وترضى أن يكون لهم في الأولى وتكتفي أنت بالأخرى
أبيت دوما أن يقوم لك أحد وحرصت أن تجلس حيث انتهى بك المجلس حتى أن الأعرابي من هؤلاء كان يأتيك بين أصحابك لا يعرفك فيقول: أيكم محمد ؟
الآن سيخرج إليه
سينظر إليه ويكلمه
ليت شعري كيف السبيل إلى تحمل ذلك؟
كيف ستطيق عيناه تأمل وجهه المنير وبأى نفسية سيواجه مثل هذا الموقف العظيم
سيقف بعد لحظات بين يدي سيد ولد آدم أجمعين
سيقف بين يدي قائد الأمة وإمام المتقين وقرة عين المؤمنين
سيقف بين يدي حامل لواء الحمد يوم يقوم الناس لرب العالمين
إنه رسول الله وخاتم النبيين
كيف إذا لا يرتعد قلبه ولا تهتز فرائصه لهول اللقاء المهيب وهو الرجل البسيط الذي لم يقف من قبل بين يدي ملك ولا عظيم؟!
حق له ذلك
بل أكثر
"هون عليك فلست بملك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة"
نزلت تلك الكلمات كالبرد سلما وأمانا على قلب الرجل المسكين
يا لتواضعك وعذب حديثك وطيب معشرك يا إمام النبيين !
يا لبساطة أسلوبك وعدم تكلفك ولين جنابك وخفض جناحك للمؤمنين!
لست بملك ممن نعرفهم من ملوك الدنيا
لا تأبه بسلطانهم ولا تطمع في صولجانهم ولا ترضى أن تعامل مثلهم وحق لك أن تعامل أفضل مما يعامل ملء الأرض من مثلهم
لكنه الخلق العظيم والتواضع المبين وخفض الجناح للمؤمنين.
هكذا تعلنها بكل تواضع وتتذكر بساطة نشأتك وبغير تكلف تبين بساطة طعام أمك
ولوشئت لسارت معك جبال الذهب والفضة لكنك تعلنها دوما كما أعلنتها لذاك الملك الذي جاءك وإن حُجْزَتَهُ لتستوي بالكعبة يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا أو نبيا ملكا فاخترت ونعم الاختيار؛
بل نبيا عبدا
بل نبيا عبدا
اخترت التواضع يا محمد
اخترت أن تأكل كما يأكل العبد وتجلس كما يجلس العبد وتقول: إنما أنا عبد
اخترت أن تكون في بيتك في مهنة أهلك ترقع ثوبك وتخصف نعلك وتحلب شاتك ولا يقف على بابك حارس ولا حاجب ولا تعيش في ملك ولا صولجان كما يفعل ملوك الدنيا
بل تركب بغلتك وتحج على رحلك الرث وتفترش حصيرا خشنا يؤثر في جنبك
تترك زخرف العيش وبهرجه وترضى أن يكون لهم في الأولى وتكتفي أنت بالأخرى
أبيت دوما أن يقوم لك أحد وحرصت أن تجلس حيث انتهى بك المجلس حتى أن الأعرابي من هؤلاء كان يأتيك بين أصحابك لا يعرفك فيقول: أيكم محمد ؟