بعض ما يستفاد من حدث معجزة الإسراء والمعراج
1. "الحق سبحانه أراد أن تكون معجزة الإسراء والمعراج دليلا إيمانيا يبقى إلى يوم القيامة، لأن رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم باقية إلى يوم القيامة، فجعلها غيبا.. وتكون مدخلا للإيمان، لأن الإيمان ليست أداته الرؤية.."1] .
2. تعتبر معجزة الإسراء والمعراج محكا إيمانيا وتمحيصا لصف المسلمين، فقد ارتد ضعاف الإيمان، "والله سبحانه وتعالى لم يكن يريد في أول الدعوة أن يحملها ضعيف الإيمان، بل كان جل جلاله يريد رجالا أقوياء الإيمان يحملون دينه.. لا يهتزون أمام الترف الدنيوي الذي سيقابلونه في أرض ستفتح لهم كفارس والروم"[2]. رجال إيمانهم ثابت لا يزعزه المشككون، رجال من عيار أبي بكر الصديق ـ الذي لم يتردد في تصديق المعجزة ـ هم أوتاد الدعوة التي يجب أن يعول عليها، وفي هذا درس بليغ لأبناء الحركة الإسلامية للتمييز بين ما يرجى صلاحه لذاته وبين ما يستطيع تحمل أعباء الدعوة، ومن أسماه صلى الله عليه وسلم بالرواحل.
تمحيص للصف كان ضروريا استعدادا لما سيستقبله الإسلام في إطار تدافعه مع الباطل من شدائد واستحقاقات من قبيل الهجرة إلى المدينة، ما أدراك ما الهجرة؟ إنها صناعة الله تعالى يدبر الشؤون ويرتب الأحداث والوقائع خدمة لدينه وتمكينا لدعوته.