قال عياض: لم يشك إبراهيم بان الله يحيى الموتى، وإنما أراد الترقي من علم اليقين إلى عين اليقين([6]).
ومن الأدلة على ذلك أيضا ما رواه أبو داود في سننه في باب رد الوسوسة ([7])، عن أبي زميل قال: سألت ابن عباس فقلت: ما شىء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به! قال: فقال لي: أشىء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد حتى أنزل الله عزوجل (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) ([8]) قال: فإذا وجدت في نفسك شيئا فقل: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) ([9])، قلت: والمراد بهذا الشك الوارد في هذا الأثر هو الخواطر التي لا تستقر في القلب ويكرهها، وليس الشك المصطلح عليه وهو التوقف بين الأمرين...