من طرف Admin الأحد مايو 05 2013, 14:19
قال لها علي ذات يوم : والله لقد سنوت ( سقيت بالدلو ) حتى اشتكيت صدري , وقد جاء الله أباك بسبي , فاذهبي فاستخدميه ( أي اسأليه أن يعطينا خادما ) فقالت : وأنا والله قد طحنت حتى مجلت يداي , فأتت النبي صلى الله عليه وسلم , فقال : ما جاء بك يا بنية ؟ قالت : جئت لأسلم عليك , واستحيت أن تسأله ..
فأتياه جميعا , فقال علي : والله يا رسول الله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري , وقالت فاطمة : قد طحنت حتى مجلت يداي , وقد أتى الله بسبي وسعة , فأخدمنا ( أعطنا خادما ) قال : والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة , تطوى بطونهم , لا أجد ما أنفق عليهم , ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم .
فرجعا فأتاهما النبي صلى الله عليه وسلم وقد دخلا في قطيفتهما , إذا غطيا رؤوسهما تكشفت أقدامهما , وإذا غطيا أقدامهما تكشفت رؤوسهما , فثارا ( هما بالقيام ) فقال : مكانكما ألا أخبركما بخير مما سألتماني ؟ فقالا : بلى . فقال : كلمات علمنيهن جبريل , تسبحان في دبر كل صلاة عشرا , وتحمدان عشرا , وتكبران عشرا , وإذا أويتما إلى فراشكما , فسبحا ثلاثا وثلاثين , واحمدا ثلاثا وثلاثين , وكبرا أربعا وثلاثين .
ورضيت فاطمة بذلك , وحافظ على ذكرها علي , حتى إنه قال : " فما تركتها إلا ليلة صفين , وبالطبع كانت فاطمة كذلك . ولم يزدها ذلك إلا برا بأبيها , ومحبة لهوطاعة له , ذكر ابن سعد في طبقاته أنها جاءت إليه صلى الله عليه وسلم يوما بكسرة خبز , فقال : ما هذه الكسرة يا فاطمة ؟ قالت : قرص خبزته , فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة .
وذكر أيضا عن علي رضي الله عنه أنه قال :بتنا ليلة بغير عشاء , فأصبحت فخرجت , ثم رجعت إلى فاطمة وهي محزونة فقلت : مالك, فقالت : لم نتعش البارحة , ولم نتغد اليوم , وليس عندنا عشاء , فخرجت فالتمست , فأصبت ما اشتريت به طعاما ولحما , ثم أتيتها به فخبزت وطبخت , فلما فرغت من إنضاج القدر قالت لوأتيت أبي فدعوته .."
وعاشت صابرة على حال زوجها , وشاركته في تحمل أعباء الحياة , يقول علي رضي الله عنه : "لقد تزوجت فاطمة ومالى فراش إلا جلد كبش ننام عليه بالليل , ونعلف عليه دابتنا بالنهار , ومالى خدم غيرها" وكانت أمه تكفيها الخدمة خارج البيت ؛ لأنها لا تخرج كثيرا , وتقوم هي بأعباء البيت بالداخل من العجن والخبز حتى ماتت.