شــــروط الـــتـــــوبـــــــة
شرط التوبة أولاً : أن يندم على ما فعل ويشعر قلبه بالوجل والخوف من الله ، وأن يقلع عن الذنب فوراً ، لكن يتوب ثم يرجع للذنب ، إن هذا استهزاء بحضرة الربوبية ، لكن عليه أن يقلع فوراً عن الذنب ويعزم عزماً أكيداً أن لا يرجع إلى هذا الذنب مرة أخرى إذا كان هذا الذنب بينه وبين مولاه
أما إذا كان هذا الذنب حقاً من حقوق العباد فلا بد أن يرده إلى صاحبه إن كان مالاً ، وصاحبه حي أو له ورثة فعليه أن يرده له أو لورثته وإن كان لا يعرف أين ذهب ولا يعرف له ورثة فيتصدق عنه ، وإن كان اغتابه في مجلس فلا بد أن يمدحه ويثني عليه في نفس المجلس حتى تُذهب الحسنات السيئات مصداقاً لقول الله {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} هود114
فكل مجلس قدحه وذمّه فيه يسارع إلى مدحه والثناء عليه فيه ، ليكفر هذا الذنب الذي فعله، وكان الإمام الشبلي رضي الله عنه حاكماً لولاية من ولايات العراق ورزقه الله نضرة الصالحين وأسرار المقربين ، وعندما وافته المنية أخذ يبكي بكاءاً شديداً فسألوه لم تبكي؟ قال : والله ما أبكي لذنب فما فعلت ذنباً قط ، قالوا: إذاً لم تبكي؟...قال: لأني أخذت درهماً غصباً من رجل وأنا في ولايتي ، فبحثت عنه سنين فلم أجده ، فتصدقت عنه بألوف ، ولكني أخــاف أن يطالبني صاحب هذا الدرهم بدرهمه يوم القيامة
وهذه هي أحوال العارفين ، فهل تريد أن تكون من الصالحين و العارفين ، وأنت تأكل حقوق العباد والمساكين هنا وهناك؟ لا يجوز هذا يا إخواني، ولكن يجب أن نمشي خلف رسول الله فإن الحَبيب صلى الله عليه وسلم بذاته وقف قبل المعركة بين أهله وأحبابه وأتباعه وقال لهم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِني قَدْ دَنَا مِني حُتُوفٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرَاً فَهذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِني ، أَلاَ وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضَاً فَه1648;ذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِني ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالاً ، هذَا مَالِي لِيَسْتَقِدْ مِني}[1]
إذا كان رسول الله الأعظم صلى الله عليه وسلم والذي كان يقول في حديثه الآخر { اللهم إني أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْداً لَنْ تُخْلِفْنِيهِ إنَّما أنا بَشَرٌ فأيُّ المؤمِنِينَ آذيْتُهُ أوْ شَتَمْتُهُ أوْ جَلَدْتُهُ أوْ لَعَنْتُهُ فاجْعَلْهَا لَهُ صَلاَةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ}[2]
ودعاؤه مستجاب ومع ذلك يطلب من إخوانه أن يتحلل وأن يحللوه وأن يسامحوه فما بالنا نحن؟ إن الإقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم في ذلك أوجب علينا لأن حقوق العباد شرط لمحبة رب العباد عز وجل {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة222
شرط التوبة أولاً : أن يندم على ما فعل ويشعر قلبه بالوجل والخوف من الله ، وأن يقلع عن الذنب فوراً ، لكن يتوب ثم يرجع للذنب ، إن هذا استهزاء بحضرة الربوبية ، لكن عليه أن يقلع فوراً عن الذنب ويعزم عزماً أكيداً أن لا يرجع إلى هذا الذنب مرة أخرى إذا كان هذا الذنب بينه وبين مولاه
أما إذا كان هذا الذنب حقاً من حقوق العباد فلا بد أن يرده إلى صاحبه إن كان مالاً ، وصاحبه حي أو له ورثة فعليه أن يرده له أو لورثته وإن كان لا يعرف أين ذهب ولا يعرف له ورثة فيتصدق عنه ، وإن كان اغتابه في مجلس فلا بد أن يمدحه ويثني عليه في نفس المجلس حتى تُذهب الحسنات السيئات مصداقاً لقول الله {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ} هود114
فكل مجلس قدحه وذمّه فيه يسارع إلى مدحه والثناء عليه فيه ، ليكفر هذا الذنب الذي فعله، وكان الإمام الشبلي رضي الله عنه حاكماً لولاية من ولايات العراق ورزقه الله نضرة الصالحين وأسرار المقربين ، وعندما وافته المنية أخذ يبكي بكاءاً شديداً فسألوه لم تبكي؟ قال : والله ما أبكي لذنب فما فعلت ذنباً قط ، قالوا: إذاً لم تبكي؟...قال: لأني أخذت درهماً غصباً من رجل وأنا في ولايتي ، فبحثت عنه سنين فلم أجده ، فتصدقت عنه بألوف ، ولكني أخــاف أن يطالبني صاحب هذا الدرهم بدرهمه يوم القيامة
وهذه هي أحوال العارفين ، فهل تريد أن تكون من الصالحين و العارفين ، وأنت تأكل حقوق العباد والمساكين هنا وهناك؟ لا يجوز هذا يا إخواني، ولكن يجب أن نمشي خلف رسول الله فإن الحَبيب صلى الله عليه وسلم بذاته وقف قبل المعركة بين أهله وأحبابه وأتباعه وقال لهم {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِني قَدْ دَنَا مِني حُتُوفٌ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ ، فَمَنْ كُنْتُ جَلَدْتُ لَهُ ظَهْرَاً فَهذَا ظَهْرِي فَلْيَسْتَقِدْ مِني ، أَلاَ وَمَنْ كُنْتُ شَتَمْتُ لَهُ عِرْضَاً فَه1648;ذَا عِرْضِي فَلْيَسْتَقِدْ مِني ، وَمَنْ كُنْتُ أَخَذْتُ لَهُ مَالاً ، هذَا مَالِي لِيَسْتَقِدْ مِني}[1]
إذا كان رسول الله الأعظم صلى الله عليه وسلم والذي كان يقول في حديثه الآخر { اللهم إني أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْداً لَنْ تُخْلِفْنِيهِ إنَّما أنا بَشَرٌ فأيُّ المؤمِنِينَ آذيْتُهُ أوْ شَتَمْتُهُ أوْ جَلَدْتُهُ أوْ لَعَنْتُهُ فاجْعَلْهَا لَهُ صَلاَةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ القِيَامَةِ}[2]
ودعاؤه مستجاب ومع ذلك يطلب من إخوانه أن يتحلل وأن يحللوه وأن يسامحوه فما بالنا نحن؟ إن الإقتداء بهديه صلى الله عليه وسلم في ذلك أوجب علينا لأن حقوق العباد شرط لمحبة رب العباد عز وجل {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} البقرة222