مفاتح الخير
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 3765
تاريخ التسجيل : 16/04/2013
العمر : 68
الاوسمة :
- مساهمة رقم 1
مفاتح الخير
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 3765
تاريخ التسجيل : 16/04/2013
العمر : 68
الاوسمة :
- مساهمة رقم 2
رد: مفاتح الخير
إن الإنسان لا يخلو في هذه الحياة من المتاعب والأحزان وتقلُّب الأطوار ، وتعاقب الأدوار ، فكما نرى في الطبيعة اختلاف الليل والنهار ، وتعاقب الفصول خلال العام من ربيع وصيف وخريف وشتاء ، كذلك نرى النفوس يتعاقب عليها القبض والبسط ، والعسر واليسر ، فيتقلَّب المرء بين السرور والأحزان ، وقد يدور عليها الخير والشر ، والبأساء والنعماء ، فيظهر عليه الابتهاج أو الاكتئاب ، فالسرور والحزن يظهران على وجه الإنسان ، ليعبرا عما في نفسه من جلال أو جمال ، وقبض أو بسط
وأسباب القبض كثيرة ؛ منها :
كثرة الحجب المتراكمة على النفس لذنب وقع ، وهذا يزول بالتوبة والاستغفار ، وقد يكون القبض بسبب أمل ضاع ، أو أمنيَّة لم يستطع المرء تحقيقها ، وعلاج ذلك بالتسليم لأمر الله ، والرضا عما قضاه ، وتفويض الأمر كله لله
وربما يكون سبب القبض ، ظلمٌ وقع على المرء نفسه ، أو ماله ، أو أهله وعلاجه بالصبر ، وسعة الصدر ، وصدق الالتجاء إلى حضرة الله ، وتفويضه سبحانه في ردِّ الظلم ، ودفع المكروه
وهناك قبضٌ لا يعرف له سبب ، وهذا يزول بالكفِّ عن الأقوال والأفعال ، مع ملازمة الصمت والسكون ، انتظاراً لفرج الله ، فإن بعد القبض بسطا ، وإنَّ مع العسر يسرا ، وفي ذلك يقول الإمام أبو العزائم رضى الله عنه وأرضاه :
ومع العسر إن تدبرت يسرٌ ومع الرضا كلُ شئٍ يهـون
فنهاية الشدة هي بداية الفرج ، وربما أفادك ليل القبض ما لم تستنفذه في إشراق نهار البسط ، فقد ينكشف ليل القبض بظهور نجم يهديك ، أو قمر يضئ لك الطريق ، أو شمس تبصر بها سبيل الخلاص
اشــتدِّي أزمـة تنفرجي قد أذن ليــلك بالبلج
وظــــــلام الليل له سرج حتى يغشاه أبو السرج
وسحــاب الخير له مطر فإذا جـــاء الأبان تجى
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 3765
تاريخ التسجيل : 16/04/2013
العمر : 68
الاوسمة :
- مساهمة رقم 3
رد: مفاتح الخير
وأما أسباب البسط فكثيرة جداً ، منها :
التوفيق في طاعة الله ، أو زيادة من الدنيا ، أو إقبال الناس عليك ، أو إطراؤهم لك ومدحهم إياك ، وهذا كله يقتضي منك أن تشكر الله على نعمه وتوفيقه ، وألا يؤدي إقبال الدنيا عليك إلى الغرور والبطر والتعالي والزهو ، ولا يغرُّك ثناء الناس ومدحهم لك بالصلاح - وأنت خالٍ منه - أو يفتنك ذكرهم لك بما لا تستحق ، أو يخدعك حسن ظنِّهم بك عن يقينك بما في نفسك ، واحذر أن يظهر الله للناس ذرَّة مما بطن فيك من العيوب فيمقتك أقرب الناس إليك
ولا تصغ إلى من يمدحونك من المنافقين لحاجة في نفوسهم ؛ فإذا قضيت حاجاتهم انتهى مديحهم لك وإذا لم تقض سخروا منك واغتابوك - فقابل المدح كمادح نفسه ، وذمُّ الرجل نفسه هو مدح لها
وهناك بسطٌ بسبب الإشراقات القلبية ، والمكاشفات الروحانية ، والمؤانسات القدسية ، فعلى من يختصُّه الله به ؛ أن يسير فيه في حدود الأدب مع الله ، فقد قال أحد العارفين {فتح لي باب البسط ؛ فانبسطتُ ؛ فحُجِبْتُ} والله يقول {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} الشورى27
التوفيق في طاعة الله ، أو زيادة من الدنيا ، أو إقبال الناس عليك ، أو إطراؤهم لك ومدحهم إياك ، وهذا كله يقتضي منك أن تشكر الله على نعمه وتوفيقه ، وألا يؤدي إقبال الدنيا عليك إلى الغرور والبطر والتعالي والزهو ، ولا يغرُّك ثناء الناس ومدحهم لك بالصلاح - وأنت خالٍ منه - أو يفتنك ذكرهم لك بما لا تستحق ، أو يخدعك حسن ظنِّهم بك عن يقينك بما في نفسك ، واحذر أن يظهر الله للناس ذرَّة مما بطن فيك من العيوب فيمقتك أقرب الناس إليك
ولا تصغ إلى من يمدحونك من المنافقين لحاجة في نفوسهم ؛ فإذا قضيت حاجاتهم انتهى مديحهم لك وإذا لم تقض سخروا منك واغتابوك - فقابل المدح كمادح نفسه ، وذمُّ الرجل نفسه هو مدح لها
وهناك بسطٌ بسبب الإشراقات القلبية ، والمكاشفات الروحانية ، والمؤانسات القدسية ، فعلى من يختصُّه الله به ؛ أن يسير فيه في حدود الأدب مع الله ، فقد قال أحد العارفين {فتح لي باب البسط ؛ فانبسطتُ ؛ فحُجِبْتُ} والله يقول {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} الشورى27
Admin- Admin
- عدد المساهمات : 3765
تاريخ التسجيل : 16/04/2013
العمر : 68
الاوسمة :
- مساهمة رقم 4