أسماء فاتحة الكتاب .
وسميت "فاتحة الكتاب " ، لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف ، ويقرأ بها في الصلوات ، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابة والقراءة .
وسميت "أم القرآن " لتقدمها على سائر سور القرآن غيرها ، وتأخر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة . وذلك من معناها شبيه بمعنى فاتحة الكتاب . وإنما قيل لها - بكونها كذلك - أم القرآن ، لتسمية العرب كل جامع أمرا - أو مقدم لأمر إذا كانت له توابع تتبعه ، هو لها إمام جامع - "أما" . فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ : "أم الرأس " . وتسمي لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها للجيش - "أما " . ومن ذلك قول ذي الرمة ، يصف راية معقودة على قناة يجتمع تحتها هو وصحبه
وأسمر قوام إذا نام صحبتي = خفيف الثياب لا تواري له أزرا
على رأسه أم لنا نقتدي بها = جماع أمور لا نعاصي لها أمرا
ذا نزلت قيل انزلوا وإذا غدت = غدت ذات برزيق ننال بها فخرا
يعني بقوله : "على رأسه أم لنا " ، أي على رأس الرمح راية يجتمعون لها في النزول والرحيل وعند لقاء العدو . وقد قيل إن مكة سميت "أم القرى " ، لتقدمها أمام جميعها ، وجمعها ما سواها . وقيل : إنما سميت بذلك ، لأن الأرض دحيت منها فصارت لجميعها أما . ومن ذلك قول حميد بن ثور الهلالي :
إذا كانت الخمسون أمك ، لم يكن = لدائك إلا أن تموت طبيب
لأن الخمسين جامعة ما دونها من العدد ، فسماها أما للذي قد بلغها .
وأما تأويل اسمها أنها "السبع " ، فإنها سبع آيات ، لا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك .
وإنما اختلفوا في الآي التي صارت بها سبع آيات . فقال عظم أهل الكوفة : صارت سبع آيات ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وروي ذلك عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين . وقال آخرون : هي سبع آيات ، وليس منهن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولكن السابعة " أنعمت عليهم " . وذلك قول عظم قرأة أهل المدينة ومتقنيهم .
قال أبو جعفر : وقد بينا الصواب من القول عندنا في ذلك في كتابنا : ( اللطيف في أحكام شرائع الإسلام ) بوجيز من القول ، ونستقصي بيان ذلك بحكاية أقوال المختلفين فيه من الصحابة والتابعين والمتقدمين والمتأخرين في كتابنا : ( الأكبر في أحكام شرائع الإسلام ) إن شاء الله ذلك .
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبع بأنهن مثان ، فلأنها تثنى قراءتها في كل صلاة وتطوع ومكتوبة . وكذلك كان الحسن البصري يتأول ذلك .
135 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال سألت الحسن عن قوله : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) [ سورة الحجر : 87 ] قال : هي فاتحة الكتاب . ثم سئل عنها وأنا أسمع فقرأها : ( الحمد لله رب العالمين ) حتى أتى على آخرها ، فقال : تثنى في كل قراءة - أو قال - في كل صلاة . الشك من أبي جعفر الطبري .
والمعنى الذي قلنا في ذلك قصد أبو النجم العجلي بقوله :
الحمد لله الذي عافاني وكل خير بعده أعطاني
وسميت "فاتحة الكتاب " ، لأنها يفتتح بكتابتها المصاحف ، ويقرأ بها في الصلوات ، فهي فواتح لما يتلوها من سور القرآن في الكتابة والقراءة .
وسميت "أم القرآن " لتقدمها على سائر سور القرآن غيرها ، وتأخر ما سواها خلفها في القراءة والكتابة . وذلك من معناها شبيه بمعنى فاتحة الكتاب . وإنما قيل لها - بكونها كذلك - أم القرآن ، لتسمية العرب كل جامع أمرا - أو مقدم لأمر إذا كانت له توابع تتبعه ، هو لها إمام جامع - "أما" . فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ : "أم الرأس " . وتسمي لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها للجيش - "أما " . ومن ذلك قول ذي الرمة ، يصف راية معقودة على قناة يجتمع تحتها هو وصحبه
وأسمر قوام إذا نام صحبتي = خفيف الثياب لا تواري له أزرا
على رأسه أم لنا نقتدي بها = جماع أمور لا نعاصي لها أمرا
ذا نزلت قيل انزلوا وإذا غدت = غدت ذات برزيق ننال بها فخرا
يعني بقوله : "على رأسه أم لنا " ، أي على رأس الرمح راية يجتمعون لها في النزول والرحيل وعند لقاء العدو . وقد قيل إن مكة سميت "أم القرى " ، لتقدمها أمام جميعها ، وجمعها ما سواها . وقيل : إنما سميت بذلك ، لأن الأرض دحيت منها فصارت لجميعها أما . ومن ذلك قول حميد بن ثور الهلالي :
إذا كانت الخمسون أمك ، لم يكن = لدائك إلا أن تموت طبيب
لأن الخمسين جامعة ما دونها من العدد ، فسماها أما للذي قد بلغها .
وأما تأويل اسمها أنها "السبع " ، فإنها سبع آيات ، لا خلاف بين الجميع من القراء والعلماء في ذلك .
وإنما اختلفوا في الآي التي صارت بها سبع آيات . فقال عظم أهل الكوفة : صارت سبع آيات ب ( بسم الله الرحمن الرحيم ) وروي ذلك عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين . وقال آخرون : هي سبع آيات ، وليس منهن ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولكن السابعة " أنعمت عليهم " . وذلك قول عظم قرأة أهل المدينة ومتقنيهم .
قال أبو جعفر : وقد بينا الصواب من القول عندنا في ذلك في كتابنا : ( اللطيف في أحكام شرائع الإسلام ) بوجيز من القول ، ونستقصي بيان ذلك بحكاية أقوال المختلفين فيه من الصحابة والتابعين والمتقدمين والمتأخرين في كتابنا : ( الأكبر في أحكام شرائع الإسلام ) إن شاء الله ذلك .
وأما وصف النبي صلى الله عليه وسلم آياتها السبع بأنهن مثان ، فلأنها تثنى قراءتها في كل صلاة وتطوع ومكتوبة . وكذلك كان الحسن البصري يتأول ذلك .
135 - حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، عن أبي رجاء ، قال سألت الحسن عن قوله : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) [ سورة الحجر : 87 ] قال : هي فاتحة الكتاب . ثم سئل عنها وأنا أسمع فقرأها : ( الحمد لله رب العالمين ) حتى أتى على آخرها ، فقال : تثنى في كل قراءة - أو قال - في كل صلاة . الشك من أبي جعفر الطبري .
والمعنى الذي قلنا في ذلك قصد أبو النجم العجلي بقوله :
الحمد لله الذي عافاني وكل خير بعده أعطاني