يشتكي الكثير من الآباء والأمهات من عدم بر أبنائهم وجحودهم ، وعدم رعايتهم في كبرهم ، وإنصرافهم عنهم وإنشغالهم بالكثير من الأمور وتفضيلها عليهم .
ولكن بر الوالديين هو أمر لايولد بين عشية وضحها، بل هو ثمرة لحسن تربية الأبناء منذ صغرهم، ولا أدلُ على ذلك من قصة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما جاءه رجل يشكو عقوق ابنه فأمر عمر رضي الله عنه بالإبن, فحضر الابن وسأله عمر عن ذلك؟ فقال الابن: يا أمير المؤمنين قل لي قبل ذلك ما حق الابن على والده؟ : قال له عمر :أن يختار له الأم الصالحة, وأن يحسن تسميته, وأن يحسن تأديبه أو تعليمه . فأجاب الابن : ولكن أبي ما فعل شيء من ذلك!!. فقد اختار له جاريه سوداء لا تعرف من الإسلام شيئا ,ولقد سماني جعلا ( خنفساء ) وما علمني شيء لا في أمور ديني ولا دنياي ..فبكى الفاروق رضي الله عنه وقال: لقد عققت ابنك صغيرا فعقك كبيراً.
وحول هذا الأمر يقول مجدي ناصر خبير الاستشارات التربوية والأسرية، بر الوالدين للأبناء وحسن رعايتهم يتطلب منا جهدا كبيرا فالأبناء يولدون كأرض خصبة عفيه ازرعها ما تشاء خيرا كان أم شر فما تزرعه ستحصده فأحسن تربيته ورعايته يكن لك ابنا صالحا والتربية تحتاج إلى جهد متواصل؛ لأن رعاية النفوس وبنائها من أشق عمليات البناء.
__________________________________________________